Image Not Found

ندوة بصلالة تبحث أهمية الاستثمار وتعزيز القيمة المضافة للبان العماني

عُمان: صلالة – بخيت كيرداس الشحري

اقشت ندوة اللبان والثروة الحيوانية أمس في ختام أعمالها محور اللبان العماني وأهمية الاستثمار فيه وتعزيز القيمة المضافة للبان العماني، جاءت الندوة بتنظيم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة، برعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار.

واستعرضت الندوة خلال يومين عددا من التجارب الناجحة والمشروعات الرائدة في مجال الأمن الغذائي وكذلك التحديات التي يواجهها مربو الثروة الحيوانية، كما تناولت أهمية شجرة اللبان التاريخية والاقتصادية والتحديات التي تواجهها شجرة اللبان.

أوراق العمل

وشارك المهندس أحمد الناعبي وغانم المهري من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في تقديم ورقة العمل الأولى بعنوان «اللبان بين الواقع والطموح»، وقدمت الورقة العملية اللبان على أنه ثروة وطنية وإرث اقتصادي واجتماعي امتد عبر العصور ويُستخدم منذ القِدم داخليا وخارجيا في العلاج وفي طقوس العبادة، إلى جانب أن شجرته أحد مصادر التنوع الأحيائي النباتي في محافظة ظفار. ومنذ أكثر من 7 آلاف عام عُرِفت ظفار بأنها أرض اللبان واشتهرت بإنتاجها لأجود أنواعه، وراجت تجارة اللبان منذ القِدم وأنشئت الموانئ لتصديره كميناءي سمهرم والبليد الأثريَين، كما ازدهرت مدن على طرق تجارته كمدينة شصر التاريخية. وكان اللبان يُنقل برا عبر قوافل الجمال إلى بلاد الشام وحضارة بلاد الرافدين مرورا بالجزيرة العربية، أو بحرا عبر السفن الشراعية المحملة باللبان إلى موانئ مصر وروما وبلاد الشرق والهند وغيرها، ويكمن مقياس جودة اللبان في اللون والنقاء؛ فاللون الأبيض المشوب بزرقة والخالي من الشوائب يعد أجودها، وتقل الجودة كلما مال لون اللبان إلى الاحمرار أو كان مختلطا بشوائب أخرى، ويتميز اللبان العماني بنقائه من الشوائب وقوة رائحة بخوره وقوة تركيز المادة الفعالة في تركيبته الكيميائية. جهود الوزارة في الحفاظ على شجرة اللبان واستعرضت ورقة العمل أيضا جهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في إكثار وزراعة أشجار اللبان من خلال جهود قسم الموارد الرعوية بالمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار، وتتلخص في حفظ الأصول الوراثية لأشجار اللبان من خلال زراعة عدد من أشجار اللبان في الحديقة الشجرية بمقر المديرية بمحافظة ظفار وإكثار أشجار اللبان عن طريق مشتل اللبان بالمديرية، حيث يتم سنويا إنتاج شتلات اللبان وتوزيعها على المواطنين وبعض الجهات الحكومية، حيث بلغ إنتاج شتلات شجرة اللبان 1363 شتلة في عام 2019 وارتفع الإنتاج في عام 2020م إلى 2599 شتلة، وفي عام 2021 بلغ الإنتاج 2224 شتلة.

وبلغ عدد الأشجار المزروعة في محمية دوكة الطبيعية بولاية ثمريت ستة آلاف شجرة، ومن المؤمل عند اكتمال خطة الاستزراع أن يصل العدد إلى عشرة آلاف شجرة، وفي مسور عيون تمت زراعة 3000 شجرة، وفي مسور اشور بولاية مرباط تمت زراعة 5500 شجرة، وفي موقع متنزه اللبان بمنطقة عدونب بولاية صلالة تمت زراعة 1200 شجرة.

اللبان العماني

وقدم الدكتور علي بن حسين اللواتي أستاذ الموارد الوراثية بجامعة نزوى ورقة عمل بعنوان «اللبان العماني من التقاليد العريقة إلى التطبيقات الطبية»، تناول فيها توصيف نبتة اللبان وتاريخها واستخداماتها، حيث عرّف نبتة اللبان أنها من عائلة (Burseraceae) وجنس (Boswellia) ويصل عدد أنواعها إلى أكثر من 20 نوعا، وتتوزع هذه الأنواع جغرافيا في جنوب الجزيرة العربية «سلطنة عمان واليمن (جزيرة سقطرى)» والهند والمناطق الجافة من أفريقيا الاستوائية، والحد الأعلى لوجود هذه الأنواع هو 1000 متر فوق سطح البحر. ومن الاستخدامات الطبية التقليدية للبان في الطب الهندي القديم أنه يستخدم في علاج القوباء الحلقية والبواسير وقروح الفم وفقدان الشعر والإسهال والحمى والجلد وأمراض الدم ويستخدم أيضًا كمسكن، ومنشط عقلي، ومنشط للعين، وطارد للقرحة، ومضاد للقرحة، وخافض للحرارة. وفي أفريقيا يستخدم لعلاج آلام المعدة، والحمى، ونزلات البرد، والسعال، والربو، والتهاب الشعب الهوائية، والروماتيزم، ومشكلات في الجهاز الهضمي، وفي سلطنة عمان يستخدم مرهما لعلاج التهابات الأسنان، الآلام في المعدة والألم الشديد في العضلات، ونزلات البرد، والسعال، والحمى، وآلام المفاصل لالتهاب المفاصل، وفي الأمراض الصدرية.

وشارك لؤي رشان من جامعة ظفار بورقة عمل بعنوان دور البحث العملي في تطوير مستخلصات يمكن استخدامها مكملات غذائية على نطاق علاجي ومنها منتج اللبان، حيث استعرض الدراسات التي تمت في مركز أبحاث جامعة ظفار بالتعاون مع العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية المميزة، حيث تم تطوير وتشكيل عدد من المنتجات من مادة اللبان.

الأهمية الاقتصادية للبان

وقدم المهندس سالم بن سيف العبدلي مدير الاتصالات المؤسسية في الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة ورقة عمل بعنوان الأهمية الاقتصادية للبان العماني (القيمة المضافة)، تناول من خلالها فوائد واستخدامات اللبان مثل صناعة العطور والصناعات التجميلية ومكونات الأدوية وعلاج الأمراض وصناعة البخور والزيوت (زيت القطران) ومساحيق التجميل. وأشار إلى أن عدد أشجار اللبان في ظفار يقدر بين 6 – 7 ملايين شجرة، موضحا أن سعر الكيلوجرام الواحد من اللبان وفقا لبعض التجار يتراوح بين 3 – 30 ريالا عمانيا، وقد يصل إلى أكثر من ذلك حسب جودته ودرجة نقاوته مثل اللبان الحوجري النقي والصافي المائل للأخضر، ويبدأ إنتاج وجني محصول اللبان في محافظة ظفار خلال منتصف مارس حتى يونيو من كل عام باستخدام الطرق التقليدية المتبعة والمتعارف عليها منذ القِدم، بينما تبدأ المرحلة الأخرى بعد فصل الخريف مباشرة حتى دخول فصل الشتاء، ويبلغ معدل الإنتاج التقريبي لشجرة اللبان من ثلاثة إلى أربعة كيلوجرامات تقريبا وقد يصل في بعض الأشجار إلى ثمانية كيلوجرامات، وتبدأ الشجرة بالإنتاج من عمر ست سنوات.